في خطوة جريئة، أشعلت شركة جوجل حربًا إعلانية مباشرة ضد منافستها آبل. حيث نشرت إعلانًا جديدًا يسخر بوضوح من تأخر إطلاق مزايا “سيري” الذكية. وتأتي هذه الخطوة ضمن الحملة الترويجية لهواتف بكسل 10 المنتظرة. وبالتالي، تستغل جوجل حالة الإحباط لدى مستخدمي آيفون. وتقدم نفسها كبديل موثوق يقدم مزاياه دون تأجيل.

ما هي قصة الإعلان؟
يوجه الإعلان رسالة لاذعة ومباشرة لمستخدمي آيفون. حيث يقول: “إذا كنت تشتري هاتفًا جديدًا من أجل ميزة قادمة قريبًا، لكنها لم تأتِ طوال عام كامل، يمكنك إما أن تغيّر معنى كلمة (قريبًا)، أو ببساطة أن تغيّر هاتفك”. وهذا يشير بوضوح إلى وعود آبل التي لم تتحقق بعد.
خلفية الأزمة: وعود آبل المؤجلة
بدأت القصة في مؤتمر المطورين WWDC 2024. حيث كشفت آبل عن منظومة Apple Intelligence. كما وعدت بنسخة جديدة فائقة الذكاء من المساعد الشخصي “سيري”. لكن عند إطلاق سلسلة آيفون 16، لم تكن هذه المزايا جاهزة. واكتفت الشركة بالقول إنها “قادمة قريبًا”. وفي المقابل، جاءت الصدمة الأكبر لاحقًا. حيث أعلنت آبل رسميًا تأجيل إطلاق الوظائف الذكية لسيري حتى ربيع عام 2026.
تداعيات التأجيل على شركة آبل
لم يمر هذا التأخير مرور الكرام على الإطلاق. ونتيجة لذلك، واجهت آبل عواقب وخيمة.
- غضب المستخدمين: أولاً، شعر ملايين المستخدمين الذين اشتروا هواتف جديدة بالإحباط والخداع.
- دعاوى قضائية: ثانيًا، تم رفع دعاوى قضائية جماعية ضد الشركة. حيث اتهمتها بالإعلان المضلل وخداع المستهلكين.
- اضطراب داخلي: ثالثًا، تسبب هذا التأجيل في حالة من الاضطراب داخل شركة آبل نفسها.
جوجل تستغل الفرصة بذكاء
استغلت جوجل هذا الموقف أفضل استغلال. حيث ركزت في حملتها على نقطة ضعف منافستها المباشرة. فهي تؤكد على جاهزية مزاياها الذكية في هواتف بكسل 10. والأهم من ذلك، أنها تقدمها للمستخدمين في الوقت المحدد. لذلك، فهي ترسل رسالة قوية مفادها: “نحن نفي بوعودنا”.
تحليل الحرب التسويقية بين العملاقين
تعتبر هذه الحملة مثالاً كلاسيكيًا على التسويق المقارن الجريء.
- استراتيجية جوجل: تعتمد جوجل على الهجوم المباشر. حيث تستغل خطأ واضحًا للمنافس لكسب ثقة المستهلكين. وهي استراتيجية محفوفة بالمخاطر، لكنها قد تكون فعالة جدًا.
- موقف آبل: في المقابل، تجد آبل نفسها في موقف دفاعي صعب. حيث أثر هذا التأجيل على صورتها كشركة تطلق منتجات “مثالية وجاهزة” دائمًا.
الخلاصة: معركة على الثقة والمستقبل
في الختام، هذه الحملة الإعلانية هي أكثر من مجرد سخرية. إنها معركة حقيقية على ثقة المستهلك. ففي عصر الذكاء الاصطناعي، أصبحت القدرات الذكية للهاتف هي الميزة التنافسية الأهم. والسؤال الآن هو: هل سينجح هجوم جوجل في إقناع مستخدمي آيفون بتغيير هواتفهم؟ أم سيظل ولاؤهم للعلامة التجارية أقوى من وعود المنافسين؟ الأيام القادمة ستكشف لنا الإجابة.