رسميًا.. OpenAI تطلق GPT-5: هل وصلنا إلى الذكاء الاصطناعي الخبير؟

أعلنت شركة OpenAI رسميًا عن إطلاق نموذجها الجديد والمنتظر GPT-5. وسيكون هذا النموذج متاحًا لكافة مستخدمي ChatGPT ومطوري البرمجيات. ووصفه الرئيس التنفيذي سام ألتمان بأنه “قفزة كبيرة” يصعب الرجوع عنها. وبالتالي، تهدف الشركة إلى استعادة ريادتها في سباق الذكاء الاصطناعي المحموم. فهذه الخطوة تمثل نقلة نوعية في قدرات الذكاء الاصطناعي المتاحة للجميع.

رسميًا.. OpenAI تطلق GPT-5: هل وصلنا إلى الذكاء الاصطناعي الخبير؟

ما الجديد في GPT-5؟ من طالب جامعي إلى خبير

استخدم ألتمان تشبيهًا بليغًا لوصف التطور. حيث قال: “إن GPT-3 كان كطالب في الثانوية، وGPT-4 كطالب جامعي”. وأضاف: “أما GPT-5، فهو أول نموذج يبدو وكأنك تتحدث إلى خبير يحمل شهادة الدكتوراه”. وبشكل عام، يتميز النموذج الجديد بكونه أسرع وأكثر ذكاءً. كما أنه أقل عرضة لتقديم إجابات غير دقيقة أو “هلوسات”.

نموذج واحد ذكي وبدون تعقيدات

يأتي مدمجًا كنموذج واحد داخل ChatGPT. وبدلًا من إرباك المستخدم بخيارات متعددة، يعتمد النظام على “موجه ذكي” (router). يقوم هذا الموجه تلقائيًا باختيار الإصدار المناسب لطلبك. فعندما يكون السؤال بسيطًا، يستخدم نسخة سريعة. وفي المقابل، عند الحاجة لتفكير عميق، ينتقل إلى النسخة الأكثر تعقيدًا.

كيف يمكنك استخدامه ؟

سيكون النموذج متاحًا للجميع، ولكن بقيود متفاوتة.

  • المستخدمون المجانيون: سيتمكنون من استخدامه، لكن مع وجود حد يومي للاستفسارات. وبعد تجاوز هذا الحد، ينتقل النظام تلقائيًا إلى نسخة أقل كفاءة تُعرف بـ “GPT-5 mini”.
  • المطورون عبر API: سيتمكنون من الوصول إلى ثلاثة إصدارات بأسعار متفاوتة. وهي: GPT-5 (الأقوى)، و GPT-5 mini (المتوسط)، و GPT-5 nano (الأصغر والأسرع).

بالإضافة إلى ذلك، أضافت الشركة أربعة أنماط شخصية جديدة للردود. وهي: “الساخر”، و”الروبوت”، و”المستمع”، و”المهووس بالتفاصيل”.

قدرات برمجية وأمان بمستوى متقدم

تؤكد OpenAI أن GPT-5 هو أفضل نموذج في العالم في مجال البرمجة. ففي عرض توضيحي، استطاع النموذج تطوير موقع إلكتروني تفاعلي في ثوانٍ. كما خضع لأكثر من 5,000 ساعة من اختبارات الأمان. وتقدم الشركة مفهوم “الإجابات الآمنة”. حيث يستطيع النموذج الرد على استفسارات حساسة بطريقة مفيدة دون أن تسمح بإساءة الاستخدام.

خطوة نحو الذكاء العام الاصطناعي.. ولكن ليس بعد

على الرغم من هذا التطور الهائل، أشار سام ألتمان إلى أن GPT-5 لا يمثل “الذكاء العام الاصطناعي” (AGI). فالنموذج ما زال يفتقر إلى عنصر جوهري. وهو القدرة على التعلم تلقائيًا من تجاربه أثناء الاستخدام. حيث قال: “إنه نموذج ذكي بوضوح، لكنه ما زال يفتقر إلى هذا العنصر”. وهو ما يؤكد أننا ما زلنا في بداية الطريق نحو الذكاء الحقيقي.

الخلاصة: أداة خارقة بحدود واضحة

في الختام، يمثل إطلاقه لحظة فارقة في تاريخ الذكاء الاصطناعي. فهو يقدم قدرات غير مسبوقة في متناول الملايين. ومع ذلك، فإن OpenAI تتقدم بحذر، معترفةً بالقيود الحالية ومشددةً على معايير الأمان. لذلك، يبقى أداة خارقة الذكاء، وليس كيانًا واعيًا، وهذا هو الفارق الأهم.

Scroll to Top
×