آبل تدخل بقوة سوق المنازل الذكية: كل ما تريد معرفته عن مركز التحكم والكاميرا الأمنية.

كشفت تقارير حديثة أن شركة آبل تستعد لتوسيع حضورها بقوة في سوق الأجهزة المنزلية الذكية. حيث تعمل الشركة على تطوير منتجين رئيسيين: مركز تحكم منزلي ذكي، وكاميرا أمنية متقدمة. وبالتالي، فإن هذه الخطوة تمثل تحديًا مباشرًا لسيطرة شركتي أمازون وجوجل على هذا السوق. فهذه المنتجات الجديدة، التي يُخطط لإطلاقها خلال العامين المقبلين، لا تهدف فقط لملء فراغ في مجموعة منتجات آبل، بل لوضع أسس استراتيجية أوسع تعتمد بشكل كلي على الذكاء الاصطناعي.

آبل تدخل بقوة سوق المنازل الذكية: كل ما تريد معرفته عن مركز التحكم والكاميرا الأمنية.

مركز التحكم المنزلي: “عقل” المنزل الذكي الجديد

تخطط آبل لإطلاق جهاز تحكم منزلي يشبه في تصميمه Google Nest Hub. حيث سيأتي بشاشة لمس مقاس 7 إنشات وسماعة مدمجة. ولكن الميزة الأبرز تكمن في البرمجيات. فسيعمل الجهاز بنظام تشغيل جديد تمامًا، مصمم لدعم تعدد المستخدمين في المنزل الواحد. ونتيجة لذلك، عند وقوف أي فرد من العائلة أمامه، ستتعرف الكاميرا الأمامية على وجهه. ومن ثم، تعرض له المحتوى المخصص له، مثل مواعيده في التقويم، والموسيقى المفضلة، والملاحظات الخاصة به.

ومع ذلك، فإن هذا الجهاز الطموح يواجه تأخيرًا. فبعد أن كان من المقرر إطلاقه في 2025، تم تأجيله إلى منتصف عام 2026. والسبب الرئيسي هو ارتباطه بتطوير النسخة الجديدة والمحسّنة من المساعد الصوتي “سيري”، والتي تعتمد على نماذج اللغة الكبيرة (LLM) ضمن منظومة Apple Intelligence.

كاميرا الأمان الذكية: “عيون” المنزل اليقظة

بالتزامن مع مركز التحكم، تطور آبل كاميرا أمنية ذكية لمنافسة منتجات Ring الشهيرة. ستكون هذه الكاميرا متكاملة تمامًا مع تطبيق “المنزل” (Home) من آبل. والأهم من ذلك، أنها ستعمل ببطارية تدوم لفترة طويلة جدًا، قد تصل من عدة أشهر إلى عام كامل بشحنة واحدة. بالإضافة إلى ذلك، ستدعم الكاميرا ميزة تعرف الأشخاص واكتشاف الحركة. وهذا سيسمح لها بتشغيل سيناريوهات أتمتة منزلية ذكية. على سبيل المثال، يمكنها إطفاء الأضواء تلقائيًا عند مغادرتك للغرفة، أو تشغيل الموسيقى المفضلة لك بمجرد دخولك المنزل من أجهزة آبل المنزلية الجديدة .

استراتيجية آبل الكبرى: ما هو الهدف الحقيقي؟

لا تهدف آبل من خلال هذه المنتجات إلى بيع أجهزة فقط، بل إلى تعزيز منظومة HomeKit بالكامل. فامتلاكها لأجهزة من صنعها يمنحها سيطرة كاملة على التجربة. وهذا يسمح لها بتقديم مستوى من التكامل والسلاسة والخصوصية يصعب على المنافسين تحقيقه. علاوة على ذلك، تشير التقارير إلى أن هذه الأجهزة ما هي إلا الخطوة الأولى. حيث ستشكل البرمجيات والذكاء الاصطناعي المستخدم فيها الأساس لتطوير روبوت مكتبي ذكي تخطط آبل لطرحه في عام 2027، مما يوضح أن الشركة لديها رؤية طويلة الأمد للمستقبل المنزلي.

التحديات والمنافسة الشرسة

على الرغم من قوة علامة آبل التجارية، فإنها تدخل هذا السوق متأخرًا. حيث تسيطر أمازون بأجهزة Echo و Ring، وجوجل بأجهزة Nest، على حصة كبيرة من السوق بمنتجات متنوعة وأسعار تنافسية. لذلك، سيكون التحدي الأكبر أمام آبل هو إقناع المستخدمين بدفع سعر أعلى على الأرجح، مقابل الحصول على تجربة أكثر تكاملاً وأمانًا وخصوصية.

الخلاصة: رهان كبير على الذكاء الاصطناعي

في الختام، يمثل دخول آبل بقوة إلى سوق المنازل الذكية خطوة منطقية ومهمة. فهي تضع حجر الأساس لمستقبل يعتمد على التفاعل السلس بين المستخدم وأجهزته. ولكن نجاح هذه المنتجات يعتمد بشكل كامل على نجاح النسخة الجديدة من “سيري”. فإذا استطاعت آبل تقديم مساعد صوتي ذكي ومتجاوب حقًا، فإنها ستملك فرصة حقيقية للسيطرة على هذا السوق.

Scroll to Top
×