هل نرى إعلانات في ChatGPT قريبًا؟ OpenAI تدرس خياراتها لزيادة الإيرادات بحذر.

في تصريحات أثارت جدلاً واسعًا، كشف نيك تورلي، رئيس ChatGPT في شركة OpenAI، أن الشركة تدرس بجدية عدة خيارات لتعزيز إيراداتها. ومن أبرز هذه الخيارات، إدراج الإعلانات في المنصة. ولكنه شدد على أن أي خطوة من هذا القبيل يجب أن تتم بـ”حذر وذوق” شديدين. وبالتالي، تجد OpenAI نفسها أمام معادلة صعبة. فهي تحتاج إلى تمويل عملياتها الباهظة، ولكنها في نفس الوقت تخشى من الإضرار بتجربة المستخدم التي كانت سببًا رئيسيًا في نجاح ChatGPT الساحق.

هل نرى إعلانات في ChatGPT قريبًا؟ OpenAI تدرس خياراتها لزيادة الإيرادات بحذر.

الوضع المالي: لماذا تفكر OpenAI في الإعلانات أصلًا؟

على الرغم من النجاح الهائل، ما زالت OpenAI شركة تنفق أكثر مما تجني. فبحسب التقارير، من المتوقع أن تحقق الشركة إيرادات مذهلة تصل إلى 12.7 مليار دولار في عام 2025، معظمها من الاشتراكات. ومع ذلك، تشير التوقعات إلى أن الشركة لن تصل إلى الربحية أو التدفق النقدي الإيجابي قبل عام 2029. والسبب هو التكاليف الخرافية لتشغيل وتطوير نماذج الذكاء الاصطناعي، من أسعار الرقاقات إلى رواتب المواهب. لذلك، فإن الاعتماد على الاشتراكات وحدها قد لا يكون كافيًا على المدى الطويل.

نقاش داخلي: آراء متباينة بين قادة الشركة

يبدو أن هناك نقاشًا حقيقيًا داخل الشركة حول أفضل طريقة للمضي قدمًا.

  • نيك تورلي (رئيس ChatGPT): يتبنى موقفًا مرنًا. حيث أوضح أن الإعلانات قد تظهر في منتجات أخرى لـ OpenAI، بينما قد يظل ChatGPT نفسه خاليًا منها. فهو يرى أن نموذج الاشتراك الحالي “مذهل وينمو بسرعة”.
  • سام ألتمان (الرئيس التنفيذي): كان أكثر تحفظًا في البداية. حيث وصف فكرة الإعلانات في ChatGPT بأنها “مقلقة” وأنها قد تكون “خيارًا أخيرًا”. ولكنه في تصريحات أحدث، أشار إلى أنه “ليس ضد الفكرة كاملةً”، مما يظهر تحولاً في التفكير، ربما بسبب الضغوط المالية.

ضغط المنافسة وبدائل الإعلانات التقليدية

تأتي هذه النقاشات في وقت أعلنت فيه شركة xAI المنافسة، المملوكة لإيلون ماسك، عن نيتها إدراج الإعلانات في ردود روبوت Grok. ونتيجة لذلك، فإن هذه الخطوة من المنافس قد تمهد الطريق أمام OpenAI وتجعل فكرة الإعلانات في روبوتات الدردشة أكثر قبولًا لدى المستخدمين.

بالإضافة إلى ذلك، تبحث OpenAI عن مصادر دخل بديلة وأكثر إبداعًا. ومنها مشروع تجريبي يُعرف باسم “التجارة عبر ChatGPT”. وببساطة، يعتمد هذا المشروع على نموذج “التسويق بالعمولة”. على سبيل المثال، إذا سألت ChatGPT عن أفضل حذاء للجري، وقام بترشيح منتج معين، ثم قمت بشرائه عبر رابط يقدمه لك، ستحصل OpenAI على نسبة من عملية الشراء. ولكن التحدي الأكبر هنا هو ضمان أن تظل التوصيات مستقلة ومفيدة للمستخدم، وليست موجهة فقط للمنتجات التي تدفع عمولة أعلى.

الخلاصة: الموازنة الصعبة بين الربح والثقة

في الختام، تقف OpenAI عند مفترق طرق. فهي تمتلك منتجًا يحبه مئات الملايين، لكن غالبيتهم لا يدفعون مقابل استخدامه. ومع تزايد التكاليف وضغط المنافسين، يبدو أن شكلاً من أشكال تحقيق الدخل من المستخدمين المجانيين أصبح أمرًا لا مفر منه. والسؤال الآن ليس “هل” سنرى إعلانات، بل “كيف” سيتم تنفيذها. هل ستكون إعلانات تقليدية، أم ستكون عبر توصيات تجارية ذكية؟ الإجابة على هذا السؤال ستحدد مستقبل تجربة المستخدم في ChatGPT، والأهم من ذلك، مستقبل ثقتنا فيه.

Scroll to Top
×