أعلنت شركة جوجل عن خطوة هامة في سباق الذكاء الاصطناعي. حيث أتاحت نموذجها الأحدث والأكثر تقدماً، Gemini 2.5 Deep Think. ويأتي هذا النموذج حصرياً لمشتركي خطة “AI Ultra” باهظة الثمن. وبالتالي، تهدف جوجل إلى تعزيز قدراتها في مجال التفكير المنطقي المعقد. فهذا النموذج ليس مجرد محدث لغوي. بل هو أداة مصممة لحل المشكلات الصعبة. لذلك، دعونا نتعمق في تفاصيل هذا الإعلان. ونكتشف ما يميز “Deep Think” عن غيره.
ما هو نموذج Deep Think وما الذي يميزه؟
يُعد Deep Think قفزة نوعية في قدرات الذكاء الاصطناعي. فهو لا يكتفي بتوليد النصوص. بل يستخدم ما أسمته جوجل “تقنيات التفكير المتوازي”. وببساطة، هذا يعني أن النموذج يستطيع استكشاف عدة مسارات وأفكار في نفس الوقت. تماماً مثل فريق من الخبراء يعالجون مشكلة من زوايا مختلفة. علاوة على ذلك، هو نموذج متعدد الوسائط. حيث يمكنه فهم وتحليل البيانات من النصوص والصور والأصوات معًا.
أداء يتفوق على العمالقة
أثبت Deep Think تفوقه بشكل واضح في اختبارات مرجعية متخصصة. على سبيل المثال، تفوق على نماذج منافسة قوية. ومنها OpenAI o3 و Grok 4 التابع لشركة xAI. وقد حدث هذا في اختبارات صعبة مثل “Humanity’s Last Exam”. وهو اختبار يقيس القدرة على الاستدلال في مجالات علمية وإنسانية معقدة. ونتيجة لذلك، وضعت جوجل نفسها في صدارة المنافسة في مجال التفكير العميق.
نسخة برونزية للعامة وأخرى ذهبية للخبراء
أوضحت جوجل وجود نسختين من هذا النموذج المتطور.
- النسخة البرونزية: هي المتاحة لمشتركي AI Ultra. حيث تم تحسينها لتكون أسرع وأكثر كفاءة للاستخدام اليومي.
- النسخة الذهبية: هي النسخة التي حققت أداءً يعادل ميدالية ذهبية في أولمبياد الرياضيات. وفي المقابل، تظل هذه النسخة حصرية لمجموعة محدودة من الأكاديميين والباحثين. وذلك بهدف تسريع وتيرة الأبحاث المتخصصة.
لمن هي خطة AI Ultra باهظة الثمن؟
بسعر اشتراك يبلغ 250 دولارًا شهريًا، من الواضح أن هذه الخطة ليست موجهة للمستخدم العادي. بل تستهدف فئات محددة للغاية.
- الباحثون والأكاديميون: الذين يحتاجون إلى أداة قوية لتحليل البيانات المعقدة واستكشاف الفرضيات العلمية.
- المطورون والمهندسون: الذين يعملون على حل مشكلات برمجية ومنطقية صعبة.
- الشركات الكبرى: التي ترغب في استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل الأسواق أو حل تحديات استراتيجية معقدة.
العيوب والقيود الحالية فى Deep Think
رغم قوته، يأتي النموذج مع بعض القيود الواضحة.
- التكلفة الباهظة: أولاً، سعر الاشتراك المرتفع يجعله بعيدًا عن متناول الأفراد والشركات الصغيرة.
- الوصول المحدود: ثانيًا، حتى المشتركون لديهم عدد محدود من الطلبات اليومية لاستخدام وضع Deep Think.
- ليس للجميع: ثالثًا، حقيقة أن النسخة الأقوى (الذهبية) تظل حصرية تثير تساؤلات حول مدى استفادة الجمهور العام.
الخلاصة: خطوة نحو التفكير العميق
في الختام، يمثل إطلاق نموذج Deep Think خطوة مهمة جدًا في تطور الذكاء الاصطناعي. فهو ينقل التركيز من مجرد توليد الكلام إلى القدرة على التفكير المنطقي وحل المشكلات. ومع ذلك، فإن جوجل تتقدم بحذر شديد في هذا المجال. حيث توازن بين إتاحة القوة للمستخدمين المتخصصين وبين ضمان الأمان والتحكم في هذه التقنية الثورية.
